صدر بالقاهرة كتاب جديد للباحث احمد عثمان المقيم في لندن بعنوان «قصة
الحضارة الفرعونية»، عن مكتبة الشروق بمناسبة المعرض الدولي للكتاب. وهذا
هو الجزء الاول من ثلاثة، يستعرض فيها المؤلف تاريخ المصريين القدماء.
ويقول الكاتب في مقدمة الكتاب ان الهرم الاكبر الذي بناه الملك خوفو صار
محور المناقشات التي تتحدث عن اصل سابق للحضارةالبشرية، حيث لاحظ البعض
وجود اشكال هرمية موزعة في مناطق عديدة من العالم، ليس في مصر وحدها حيث تم
العثور على اكثر من ثلاثين هرما، ولكن في القارة الاميركية كذلك وفي الصين
واليابان. ومع ان هناك اختلافا بين الازمنة التي تم فيها بناء هذه الاشكال
الهرمية (كانت اقدمها في مصر) الا انهم يرون في هذا دلالة على ان الشكل
الهرمي يمثل حضارة سابقة مفقودة الآن، وان اولئك القلائل الذين تمكنوا من
النجاة وانتشروا في الارض واخذوا معهم اسرار الحضارة القديمة. وتمادى البعض
في محاولة اثبات العلاقة بين ارضنا والكواكب الاخرى فقال بأن الاشكال
الهرمية التي تظهر على سطح المريخ ـ والتي ليست سوى تكوينات طبيعية ـ انما
هي اشكال مبنية من فعل كائنات حية وقد تكون لها علاقة باصل الحضارة
الانسانية. لكل هذه الاسباب ازداد اهتمام الناس مؤخرا في جميع انحاء العالم
بالتعرف على تاريخ مصر القديمة، بعد ان بدأت معاول رجال الآثار في الكشف
عن اسرار الحضارة الفرعونية منذ حوالي قرن ونصف القرن. وكانت اهرامات
الجيزة، وبخاصة الهرم الاكبر، موضعا لاهتمام خاص نظرا لما يشير اليه بناؤها
من وجود اسرار لم يتم الكشف عنها حتى الآن. ويعطي هذا الكتاب فكرة مبسطة
عن عصر بناة الاهرامات، ويشتمل على معلومات تغطي مختلف النواحي التي تثير
النقاش بين علماء المصريات وغيرهم من الباحثين وهواة التاريخ. وصدر ايضا
للمؤلف نفسه مؤخرا كتاب «الاصول المصرية في اليهودية والمسيحية» في القاهرة
عن مكتبة الشروق». ويتناول الكتاب تأثر الفكر اليهودي والمسيحي بالحضارة
المصرية القديمة، ويحاول التعرف على تاريخ بني اسرائيل في مصر ايام يوسف
وموسى عليهما السلام. ويقول عثمان ان هناك محاولة تجري في العالم الغربي
لاعادة فهم طبيعة الحضارة البشرية والتعرف على جذورها، بمناسبة بداية
الالفية الثالثة للعصر الميلادي. وهناك بعض الكتب تمثل الآراء المختلفة
التي تناقش هذا الموضوع. وبينما لجأ البعض الى القول بوجود حضارة ضائعة
للرجل الابيض في قارة اطلانتس التي ورد ذكرها في كتابات الفيلسوف اليوناني
افلاطون على انها غرقت في المحيط الاطلسي، كانت هي مصدر حضارتنا الحالية،
ذهب آخرون الى ان أصل الحضارة الانسانية مرجعه زوار الفضاء الذين جاءوا من
كوكب المريخ. وهناك باحثون آخرون يحاولون التعرف على تاريخ هذه الحضارة عن
طريق اعادة تفسير الورايات القديمة باستخدام المكتشفات العلمية والاثرية
الحديثة. فقد أدت الاكتشافات الاثرية الى تغيير الفكرة السابقة عن طبيعة
الحضارةالانسانية على كوكب الارض. كما زادت المعلومات التاريخية التي لدينا
عن الازمنة القديمة، وتبين الآن انها تختلف الى حد كبير عما ورد في
الروايات والاساطير التي نعرفها. ولما كانت الفترة الاولى لتاريخ الحركة
المسيحية لا تزال محاطة بالظلام وغير معروفة بدقة، فقد كان للعثور على
مخطوطات البحر الميت المكتوبة بالعبرية والآرامية عام 1947 في احد عشر كهفا
بخربة قمران بالضفة الغربية للأدرن، اثر كبير في القاء الضوء على الحياة
في فلسطين عند بداية العصر الميلادي الاول ـ في ذات الوقت الذي عاش فيه
السيد المسيح ـ حاول الباحثون العثور على ذكر لحياته او موته بين صفحاتها.
ثم تبين ان الاناجيل القبطية التي عثر عليها في نجع حمادي بصعيد مصر عام
1945، وان اتفقت مع الروايات التي وردت في كتابات بولس الرسول الذي نشر
المسيحية بين غير اليهود من الامم، فهي تخلتف عن بعض الروايات الاخرى التي
تحدد موقعا معينا او تاريخا محددا لميلاد يسوع. ويتناول كتاب «الاصول
المصرية في اليهودية والمسيحية» تاريخ الحضارة الغربية اعتمادا على نتائج
الاكتشافات الاثرية التي تمت في العصر الحديث. ويبين هذا الكتاب ان اصل
الفكر المسيحي الغربي لم يكن في مملكة يهودا بفلسطين كما ساد الاعتقاد حتى
الآن، وإنما في مدينة الاسكندرية بمصر. ويرى المؤلف ان بولس الرسول الذي
نشر المسيحية بين الامم في بلدان الدولة الرومانية، تعلم الانجيل عند سفح
جبل موسى بسيناء على يد جماعة من الرهبان المصريين، وليس في مدينة القدس.
فبعد ان قامت روما بحرق الكتب التي تتضمن الاصول المصرية للكنيسة بمكتبة
الاسكندرية، اصدرت تفسيراتها الخاصة التي اعتبرت ان الجماعات المصرية
هرطوقية، حتى يصبح الفاتيكان هو المركز الرئيسي للعقيدة الجديدة بدلا من
الاسكندرية حسب الكتاب.